كفّ الأذى باليد واللسان كفّ الأذى عن اللسان من خلال الابتعاد عن الثرثرة والكلام الجارح، والذي يسبّب الألم للآخرين، وأخذ الحيطة والحذر من الغيبة والنميمة على الآخرين، وتجنّب نقل الحديث والكلام بين الأشخاص، والذي بدوره يعمل على خلق الفتن بينهم، وقد أدّى الأذى باللسان إلى التفرقة بين الأزواج والأهل والأقارب، ويجب على الشخص المسلم أن لا يتدخل في ما لا يعنيه، لأنّ هذه الأمور تؤذي الناس والمجتمع كله، بالإضافة إلى العداوات التي ينشرها بين الناس، وكسبه للآثام والخطايا. تجنّب التهجّم على ممتلكات الآخرين والاعتداء عليها، أو تخريبها، بغضّ النظر عن حجمها، سواءً كانت كبيرة أو صغيرة، فهي تعود بالضرر على أصحابها، كما أنّه لا يحقّ لأيّ شخصٍ بالاعتداء على الآخرين سواءً بالضرب، حتى لو كان لديه حق فيها، والابتعاد عن الإيذاء الجسدي، وأخذ حقوقه عن طريق القانون. عدم تتّبع عورات الناس تتّبع عورات الناس يعد من أبشع صور الأذى وأكثرها خطورة، بل يجب على الإنسان التستّر على عيب أخيه مهما كان، وأن يقدم النصيحة له، بدلاً من تتّبعها، وأن يساعده للابتعاد عن الأخطاء والعادات السيّئة.
التجسس على الآخرين وتتبع العورات التجسس ومحاولة تتبع عورات المسلمين، حيث يعتبر ذلك إثم كبير ومعصية، وأذى فالتجسس وتتبع العورات من المحرمات، إذ يقول نافع عن أبن عمر رضي الله عنهم" يا معشر من أسلم بلسانه ولم يُفضِ الإيمان إلى قلبه: لا تُؤذوا المسلمين، ولا تُعيِّروهم، ولا تتَّبِعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبَّع عورةَ أخيه المسلم تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته يفضَحه ولو في جوف رحله". إلقاء العقبات والعثرات والقاذورات في الطريق أذى من صور الأذى أن يقوم الأشخاص بإلقاء المهملات والقاذورات في الطريق، كقضاء الحاجة في الطرقات أو إلقاء القمامة وبواقي الطعام، كما أن مياه الصرف الصحي في الشوارع من أشكال الأذى فقد تسبب الأمراض والانزعاج من استنشاقها، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، أتقوا اللعانين، قالوا وما اللعانين يا رسول الله؟، "قال الذي يتخلى في طريق الناس وظلهم". أذية أهل الكتاب حيث غن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم على المسلمين أن يقوموا بإيذاء النصارى أو اليهود، فعن صفوان بن سليم قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " ألاَ مَن ظلَم معاهدًا، أو انتقصَه، أو كلَّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طِيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة".
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي